الجمعة، 13 سبتمبر 2019

٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الأول

جسدك هو مستودع الذكريات وهو الطريق للتوصل لكل تجربة مررت بها في حياتك.

قد يعيش الكثير منا لسنوات وعقود حاملًا ثقل المشاعر المكتومة والمكبوتة في أجزاء متفرقة من جسده وفي عضلاته دون أن يُدرك ذلك. تتسبب هذه الطاقة المحبوسة في عضلاتنا في معاناتنا من الكثير من العِلل والمشاكل الصحية المُزمنة.
في حقيقة الأمر، إن جسدك لا ينسى شيئًا. فجسدك هو أصدق وأوضح طريق للتوصل للمشاعر المكبوتة والذكريات السيئة، مهما حاولت أن تتجاهل أو تُعَقْلِن أو تكتم ما تشعر به فإن جسدك يعرف الحقيقة.

ما الذي يسبب توتر العضلات المُزمن؟
حسب العديد من الدراسات، فإننا نُصاب بالتوتر العضلي المزمن نتيجة لـ٤ أسباب:
١. التنشئة الاجتماعية:
تبدأ التنشئة الاجتماعية منذ الطفولة وتُعَزَّز لبقية حياتنا عبر والدينا وأصدقائنا ومعلمينا وأقاربنا والمجتمع ككُل. يحدث الكثير من التوتر العضلي كنتيجة للمعتقدات الاجتماعية غير القابلة للنقاش والتي أُجبِرنا على تبنّيها واتباعها كي نحظى بالقبول والحُب من الآخرين. على سبيل المثال؛ تعلّم الكثير منا أن "البكاء للأطفال فقط"، لذلك كأطفال تعلمنا أن نكتم بكاءنا وحزننا حتى لا نبدو أطفالًا. كما قد تعلّم الكثير منا أن التعبير عن الغضب يُعَد شيئًا سيئًا فكنا نُعاقَب لتعبيرنا عن غضبنا، هذا النوع من التربية يتم ترسيخه خلال سن الرُشد وبالتحديد في مكان العمل حيث يُعَد التعبير عن الغضب غير مِهَنِي وقد يهدد مستقبلنا الوظيفي.
٢. الصدمات:
تتراوح حدة الصدمات بين الصفع خلال فترة الطفولة حتى أشد حالات العنف، كما أن الصدمات قد تنتج عن أفعال مُتعمّدة مثل: الاغتصاب والإعتداء الجسدي، أو غير متعمّدَة مثل: التعرض لحادث سيارة. عندما لا تتم مواجهتها بوعي قد يتسبب ذلك بالخوف المزمن أو الإجهاد أو حتى ظهور اضطراب ما بعد الصدمة. هذا القلق المزمن والغضب والأسى يُخزّن في جسدنا ليتسبب في التوتّر العضلي الذي بدوره يساهم في نشوء العديد من الأمراض منها: الالتهاب العضلي الليفي، واضطرابات الجهاز الهضمي، والأمراض العقلية، والسرطان.
٣.التوتر النفسي:
وهو أي قلق أو إحباط أو حزن أو غضب نشعر به نتيجة لتصوراتنا، على سبيل المثال؛ قد نصاب بالتوتر النفسي نتيجة لنظرتنا لزميلنا في العمل بأنه كسول أو حين نعلق في زحمة السير فنقول لأنفسنا: لا ينبغي أن يحدث هذا الشيء. ميلنا التلقائي لأخد هذه الأفكار على محمل الجد هو ما يجعل منها توترًا نفسيًا.
كلما كان منظورنا أكثر خوفًا أو سلبيّة أو بحثًا عن الأخطاء كلما ازداد التوتّر الذي نكتنزه في عضلاتنا.
٤. عوامل الإجهاد البيئية والعادات:
أسلوب الحياة قليل الحركة (الجلوس على المكتب للعمل طوال اليوم) يميل إلى مفاقمة الآلام الجسدية لأننا لا نعطي العضلات فرصة لطرد التوتر المكبوت. كما أن عاداتنا مثل: وضعية الجسم غير السليمة، وقلة النوم، وتعاطي المخدرات، وعادات الأكل غير الصحية، والتلوث البيئي يزيدون من احتمالية الإصابة بالتوتر العضلي المُزمن.

------

إلى هُنا ينتهي الجزء الأول من المقال، سيكون الجزء الثاني عن الأمراض الجسدية المتعلقة بالتوتر العضلي وسيعدد ٩ أنواع من التوتر العضلي في مناطقة محددة من الجسم وعلاقتها بمشاعر معيّنة، أما الجزء الثالث فسيكون عن طُرق وأساليب التخلص من المشاعر المكبوتة والتوتر العضلي الناتج عنها.

----

المصدر

شكرا للصديقة وجود لمراجعتها للمقال ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الثالث

كيف تتخلّص من المشاعر المكبوتة؟ * عليك أن تعيش مشاعرك وتعبّر عنها، فهذه أسهل طريقة للتخلص من التوتر العضلي. ولأنه ليس بالإمكان دائمًا التعب...