الاثنين، 21 أكتوبر 2019

٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الثالث

كيف تتخلّص من المشاعر المكبوتة؟

* عليك أن تعيش مشاعرك وتعبّر عنها، فهذه أسهل طريقة للتخلص من التوتر العضلي. ولأنه ليس بالإمكان دائمًا التعبير عن المشاعر، خصص وقتًا في نهاية كل يوم لتُعبّر فيه عن المشاعر التي اعترضتك طوال اليوم وتعيشها، قد يشمل التعبير: البكاء، الصراخ، ضرب المخدة أو أي طريقة أخرى للتعبير عن المشاعر.

* تعوّد ألّا تحكم على نفسك.
حين ننظر للمشاعر على أنها إما سيئة أو جيّدة، فإننا نزيد من معاناتنا ونزيد من التوتر في عضلاتنا. بل علينا بدلًا من ذلك أن نعطي المشاعر حجمها، فالمشاعر هي مشاعر لا غير، وتذكر دائما.. أنت لستَ مشاعرك إلا إذا اخترت ذلك.

* دوّن مشاعرك.
اكتب مشاعرك كلها في دفتر يوميّاتك، بلا أي انتقاء أو تصفية، يُعَد التدوين من أفضل طُرق الاستشفاء إذا مُورِس باستمرار وهو من الطرق المعروفة للتوصل للجوانب المخبوءة في النفس.

* كُن لطيفًا مع نفسك <3
عادةً ما يزيد توتّر العضلات من الحديث السلبي مع النفس، مما يزيد في توتر العضلات، ولإيقاف الدائرة المغلقة الناتِجة من تأثير العقل على الجسد وتأثير الجسد على العقل، كُن لطيفًا تجاه نفسك، عامل نفسك كما لو أنك تعامل صديقًا عزيزًا أو طفلًا. رغم بساطة هذا السلوك إلا أن له تأثير كبير على الاِسترخاء.

* مدّد عضلاتك.
مارس التمددات البسيطة أو جرّب اليوغا لتُرخي عضلاتك. مجرد 5 دقائق من التمدد يوميًا قد تفي بالغرض.

* تنفّس بعُمق.
يحدّ التنفس الضحل من كمية الهواء المُستنشق، وتدفّق الدم، واستخراج السموم، كما يزيد من القلق. أما التنفس العميق فيُحفّز العصب الحائر ليُهدّئ العقل.

* جرّب التعويم.
إلا إذا كان بإمكانك الذهاب للفضاء الخارجي أو لحجرة خالية من الجاذبية، فإن التعويم هو الطريقة الوحيدة على هذا الكوكب حيث تجرّب شعور انعدام الوزن. قد يبدو اسم "خزان العزل الحِسّي" مخيفًا، إلا أنه بالفعل يساعد على الشفاء والتهدئة. كما أن الأشخاص ذوو رهاب الأماكن المُغلقة يستطيعون تجربة الطفو بدون أية مشاكل. من أهم فوائد تجربة خزّان التعويم: الشعور بالسلام الداخلي والهناء، استرخاء العضلات، تعزيز عمل المغنيسيوم، تحسين جودة النوم، تحسين البشرة، الوضوح الذهني، وتحسين التركيز. لتحقيق الإستفادة القصوى من الطفو، جرّب 3 جلسات على الأقل.

* احصل على مساج.
ابحث عن أخصائي مساج مُعتمَد لتقليل من التوتر العضلي، أو بإمكانك استخدام كُرَة المساج (Acuball) بدلًا من ذلك، للحصول على مساج عميق للأنسجة.

* مارس التأمّل.
يُعد التأمل طريقة رائعة لأن تكون واعيًا وحاضرًا حين نشوء التوتر العضلي.

* العلاج بالفن.
عبّر عمّا تشعر به عن طريق الرسم، أو النحت، أو أي طريقة أخرى للتعبير عن الذات كوسيلة للتشافي.

-------------

الجزء الأول من المقال
الجزء الثاني من المقال
المصدر

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الثاني

عواقب التوتر العضلي المُزمن
على مدار السنوات، أُجرِيَت العديد من الدراسات في مجال الطب النفسي الجسدي لدراسة تأثير العقل على الجسد والعكس. ومن أمثلة المشاكل الصحية المرتبطة بالتوتر العضلي الناتج عن عوامل نفسية وجسدية:
  • اضطرابات المزاج (الاكتئاب، القلق، الاكتئاب الموسمي) 
  • ألم المفاصل وزيادة القابلية لإصابات المفاصل 
  • اضطرابات وتغيرات في الدورة الشهرية 
  • الأرق 
  • مشاكل البشرة (حب الشباب، الصدفية) 
  • الربو وحمى القش 
  • الصداع والصداع النصفي 
  • الخفقان وآلام الصدر 
  • الغثيان
  • الالتهاب العضلي الليفي 
  • متلازمة القولون العصبي 
  • مشاكل الجهاز الهضمي ( إسهال، إمساك، انتفاخ البطن، والتكيسات) 
  • ارتفاع ضغط الدم 
  • المشاكل الجنسية (القذف المبكر، الشعور بالألم أثناء العلاقة الجنسية) 
  • ارتفاع القابلية للإدمان
حسب دراسة أُجرِيَت عام ٢٠١٢، فإن أكثر من ٢٥ مليون أمريكيٍّ يعانون من آلام مزمنة، ١٧٪ منهم يعانون من آلام شديدة جدًا. تُظهِر هذه الدراسة اليتيمة الحقيقة المُرّة، فالكثير منا يعاني من التوتر العضلي بشكلٍ يومي، فهل يكون هناك مخرجٌ من هذه المعاناة؟

كشخص عانى من آلام الرقبة والأكتاف لسنوات، كنتُ محظوظة باكتشاف مصدر الألم وذلك بالإستعانة بطريقة استشفاء تُدعَى بـ"التعويم". بفضل تجربتي لخزّان الطفو (يُعرَف أيضًا بخزّان الحرمان الحِسّي أو خزان العزل)، عرفتُ أن التوتر العضلي لديّ مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالذكريات القديمة والمشاعر المكبوتة. فبينما كنتُ مُستلقيَة في الظلام، على المياه المالحة (المذاب فيها 363 كغ من أملاح إبسوم)، محاطةً بالهدوء التامّ وبلا أي مُدخلات حسّيّة، بدأتُ أشعر بتفكك العضلات والاسترخاء شيئًا فشيئًا، وكلما استرخت مجموعة من العضلات وتقلّصت كلما زارتني الأفكار والمشاعر. فحين كان عمودي الفقري ينغمر في الماء بدأت ذكريات الطفولة تتسلل إلى عقلي يرافقها شعور بالأسى كما شعرتُ بفخديّ يتخلّصان من التقلصات تزامنًا مع قلق وشعور بالوحدة بدآ بالتسرّب إليّ، وكنتُ أشعرُ بالخوف والإجهاد يتحرران من أكتافي ورقبتي.



* أشارككم هنا ٩ أنواع من الآلام العضلية والمشاعر المعروفة بإرتباطها بها:

١. توتّر الأكتاف: الأعباء والمسؤوليات
هل سبق وأن سمعت التعبير القائل: "يحمل ثقل العالم على كتفيه"؟، عادة ما تتراكم المشاعر الناتجة عن ضغوطات الحياة والمسؤوليات الاجتماعية والعاطفية في منطقة الأكتاف، ومنها حمل عبء آلام الآخرين دون وعي منا، لذلك فإن الكثير من المُستشعرين* والمُعالجين والمعتنين بالآخرين يعانون من آلام الكتف المُزمنة


٢. توتر العُنق: الخوف وعدم القدرة على التعبير عن الذات
عادة ما يرتبط توتر الرقبة بمشاكل شاكِرة الحلق مثل عدم القدرة على التواصل بوضوح أو على إظهار ذواتنا الحقيقية. يُخزَّن الخوف والقلق أيضًا في هذه المنطقة، بالتحديد كردة فعل جسدية عند مواجهة الأخطار -حيث أن الرقبة منطقة مُستهدف- أو عند التواجد في أماكن غريبة، كما يرتبط توتر عضلات الرقبة أيضًا بمشاكل الثقة.



٣. أعلى الظهر: الأسى والهمّ والحُزن
يتراكم الحزن المكتوم وغير المُعبّر عنه في منطقة أعلى الظهر، حيث أن قُرب هذه المنطقة من القلب يجعلها مستودعًا لمشاعر الأسى والفقد. على سبيل المثال؛ إذا كنت تحمل هم من تُحِب أو أحد أفراد عائلتك، فإنك ستشعر بالتوتر في هذه المنطقة.


٤. وسط الظهر: العجز وانعدام الشعور الأمان
تربط طُرق الاستشفاء مثل علم المنعكسات (reflexology) آلام وسط الظهر بمشاعر اليأس والعجز وانعدام الأمان، إذا كنت تشعر أنه ليس هناك من يدعمك فإنك قد تحمل هذا الشعور كتوتر في هذه المنطقة.


٥. أسفل الظهر: الذنب، والخزي، وعدم الاستحقاق
ترتبط مشاكل أسفل الظهر بانخفاض تقدير الذات وعدم تقبّلها، وتُخزّن مشاعر الخزي والشعور بالذنب والصدمات وحتى القصور الجنسي في هذه المنطقة.


٦. المعدة: عدم القدرة على التعامل مع المشاعر
التعبير المستخدم "لا يمكنني هضمها" يعبر عن التوتر العضلي في البطن. إذا كنت تشعر بأوجاع وانقباضات في المعدة، فقد تكون تعاني من عدم القدرة على التعامل مع مشاعرك السلبية وحتى الإيجابية.


٧. الجزء الداخلي من الفخدين: الخوف من الضعف
لأن رجلينا مهيئتان بيولوجيًا للهروب عند الإحساس بالخطر، فالخوف من الآخرين عادة ما يُخزّن في هذه المنطقة. لذلك، إذا كنت مُصابًا بالرُهاب الاجتماعي فتشعر بالتوتر بوجود الغُرباء ولا تثق فيهم فقد تعاني من آلام مزمنة في هذا الجزء الفخدين.


٨. الجزء الخارجي من الفخدين: الإحباط ونفاذ الصبر
كيف تعيش حياتك؟ كلما عشت حياة سريعة بلا وعي، كلما اكتُنِزت طاقة الخيبات وقلة الصبر في عضلات فخدك الخارجيّة، كما أن مشاكل وظائفنا وحياتنا الشخصية أيضًا تساهم في تزايد التوتر في هذه المنطقة.


٩. المؤخرة: الغضب والغيظ
عادة ما يُخزّن الغيظ والغضب المكبوتون في المؤخرة، راقب نفسك في المرة القادمة التي تشعر فيها أن رأسك يغلي من الغضب.. هل يرافقه ألم في المؤخرة؟

*المُستشعرون: هم أشخاص ذوي إحساس قوي جدًا فهم يشعرون بمشاعر الآخرين ومشاكلهم وما بداخلهم دون أن يتحدث الآخر بما فيه.

------

انقر/ي هنا لقراءة الجزء الأول

في الجزء الثالث والأخير سنستعرض طرق وأساليب تساعدنا في التخلص من التوتر والألم العضلي المزمن
-----
المصدر
-----
خالص الشكر للصديقة وجود لمراجعتها للمقال <3

الجمعة، 13 سبتمبر 2019

٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الأول

جسدك هو مستودع الذكريات وهو الطريق للتوصل لكل تجربة مررت بها في حياتك.

قد يعيش الكثير منا لسنوات وعقود حاملًا ثقل المشاعر المكتومة والمكبوتة في أجزاء متفرقة من جسده وفي عضلاته دون أن يُدرك ذلك. تتسبب هذه الطاقة المحبوسة في عضلاتنا في معاناتنا من الكثير من العِلل والمشاكل الصحية المُزمنة.
في حقيقة الأمر، إن جسدك لا ينسى شيئًا. فجسدك هو أصدق وأوضح طريق للتوصل للمشاعر المكبوتة والذكريات السيئة، مهما حاولت أن تتجاهل أو تُعَقْلِن أو تكتم ما تشعر به فإن جسدك يعرف الحقيقة.

ما الذي يسبب توتر العضلات المُزمن؟
حسب العديد من الدراسات، فإننا نُصاب بالتوتر العضلي المزمن نتيجة لـ٤ أسباب:
١. التنشئة الاجتماعية:
تبدأ التنشئة الاجتماعية منذ الطفولة وتُعَزَّز لبقية حياتنا عبر والدينا وأصدقائنا ومعلمينا وأقاربنا والمجتمع ككُل. يحدث الكثير من التوتر العضلي كنتيجة للمعتقدات الاجتماعية غير القابلة للنقاش والتي أُجبِرنا على تبنّيها واتباعها كي نحظى بالقبول والحُب من الآخرين. على سبيل المثال؛ تعلّم الكثير منا أن "البكاء للأطفال فقط"، لذلك كأطفال تعلمنا أن نكتم بكاءنا وحزننا حتى لا نبدو أطفالًا. كما قد تعلّم الكثير منا أن التعبير عن الغضب يُعَد شيئًا سيئًا فكنا نُعاقَب لتعبيرنا عن غضبنا، هذا النوع من التربية يتم ترسيخه خلال سن الرُشد وبالتحديد في مكان العمل حيث يُعَد التعبير عن الغضب غير مِهَنِي وقد يهدد مستقبلنا الوظيفي.
٢. الصدمات:
تتراوح حدة الصدمات بين الصفع خلال فترة الطفولة حتى أشد حالات العنف، كما أن الصدمات قد تنتج عن أفعال مُتعمّدة مثل: الاغتصاب والإعتداء الجسدي، أو غير متعمّدَة مثل: التعرض لحادث سيارة. عندما لا تتم مواجهتها بوعي قد يتسبب ذلك بالخوف المزمن أو الإجهاد أو حتى ظهور اضطراب ما بعد الصدمة. هذا القلق المزمن والغضب والأسى يُخزّن في جسدنا ليتسبب في التوتّر العضلي الذي بدوره يساهم في نشوء العديد من الأمراض منها: الالتهاب العضلي الليفي، واضطرابات الجهاز الهضمي، والأمراض العقلية، والسرطان.
٣.التوتر النفسي:
وهو أي قلق أو إحباط أو حزن أو غضب نشعر به نتيجة لتصوراتنا، على سبيل المثال؛ قد نصاب بالتوتر النفسي نتيجة لنظرتنا لزميلنا في العمل بأنه كسول أو حين نعلق في زحمة السير فنقول لأنفسنا: لا ينبغي أن يحدث هذا الشيء. ميلنا التلقائي لأخد هذه الأفكار على محمل الجد هو ما يجعل منها توترًا نفسيًا.
كلما كان منظورنا أكثر خوفًا أو سلبيّة أو بحثًا عن الأخطاء كلما ازداد التوتّر الذي نكتنزه في عضلاتنا.
٤. عوامل الإجهاد البيئية والعادات:
أسلوب الحياة قليل الحركة (الجلوس على المكتب للعمل طوال اليوم) يميل إلى مفاقمة الآلام الجسدية لأننا لا نعطي العضلات فرصة لطرد التوتر المكبوت. كما أن عاداتنا مثل: وضعية الجسم غير السليمة، وقلة النوم، وتعاطي المخدرات، وعادات الأكل غير الصحية، والتلوث البيئي يزيدون من احتمالية الإصابة بالتوتر العضلي المُزمن.

------

إلى هُنا ينتهي الجزء الأول من المقال، سيكون الجزء الثاني عن الأمراض الجسدية المتعلقة بالتوتر العضلي وسيعدد ٩ أنواع من التوتر العضلي في مناطقة محددة من الجسم وعلاقتها بمشاعر معيّنة، أما الجزء الثالث فسيكون عن طُرق وأساليب التخلص من المشاعر المكبوتة والتوتر العضلي الناتج عنها.

----

المصدر

شكرا للصديقة وجود لمراجعتها للمقال ~

الثلاثاء، 9 أبريل 2019

كيف تدير مشاعرك القوية؟

تُعَد بعض المشاعر القوية ممتعة لكن بعضها قد يُفقدنا توازننا. كما أن الانغمار في العواطف قد يؤدي إلى ردات فعل غير صحيّة وإلى سوء الفهم مما قد يُعرّض الشخص للمشاكل في العمل والمنزل والأوساط الاجتماعية.

كيف تُوقِعنا العواطف في المشاكل؟
التعابير المستخدمة من قِبَل "لقد أعمتهُ عواطفه" أو "كنتُ غاضبًا لدرجة أن الدخان يخرج من أُذنيّ" تعد استعارات مُناسبة لوصف الكيفية التي تعرقلنا بها المشاعر القويّة. بمجرّد استثارة المشاعر القوية فإنها تستحوذ علينا فلا يمكننا تصديق أي معلومة لا تتناسب ولا تؤكد أو تُبرر ما نشعر به في تلك اللحظة. في هذه الحالة الذهنية، لا نرى إلا ما يؤكد مشاعرنا، فينحرف التفكير ويختلّ الإدراك كما تتشوّش ذكرى العواطف المُثيرة.
عادة ما يثير الغضب والخوف مشاعر قوية. بالنظر إلى الغضب، عندما يزورني مراجعون للعلاج الزوجي، سيأتيان للجَلسة وكل منهما يشرح الخِلاف من وجهة نظر مختلفة، ما قد يبدأ كنِقاش هادئ حول وِجهة السفر يتزايد حِدّة حتى يصل إلى شِجار وكلما زاد غضبهما كلما استحال الحديث العقلاني بينهما. عندما نُبقي عواطفنا طليقة أثناء النزاع، سوف نصل لنقطة معيّنة، فارِقة، يُستثار فيها جهازنا العصبي بشدّة ويعمل إنذارنا الداخلي. فيزداد معدّل ضربات القلب وتدفّق الدم للأعضاء الداخلية، كما يزداد إفراز الأدرنالين مما يجعلنا غير قادرين على التواصل بعقلانية وفعالية. هذه الاِستجابة من الكر أو الفرّ أو التجميد*، عادة ما تُسمّى بالتفييض، بمجرد تسارع عواطفنا، فإننا لا نعود قادرين على رؤية الصورة الكبيرة ولا على تلقي معلومات جديدة.

كيف تُستثار المشاعر وبالأخص الغضب؟
في المثال الذي ذكرته، يريد الزوجان علاقة جيدة ولكن النقاش الهادئ يزداد حِدّةً بسرعة. عادة ما يكون ذلك بسبب سوء فهم العلامات، ما يعتبره أحد الزوجين كلامًا بريئًا وغير مؤذٍ هو ما يُسبب المشاعر الحادة عند الآخر. نحنُ نسيء فهم التلميحات لعدة أسباب ولكن أهم سبب هو استعادة السيناريو المحفوظ في الذاكرة -بطريقة لا واعية-، السيناريو المُستورد أو المحفوظ هو نمط عميق اكتسبناه منذ الطفولة، على سبيل المثال: عندما لا يُؤخذ برأينا أو عند شعورنا بأن آرائنا وحاجاتنا غير مهمين. فعندما يتم تجاهل اقتراحنا لوجهة السفر من قِبل شريكنا نشعر بأنه لا أحد يأخذ برأينا، مما يؤدي لرَدّة الفعل التلقائية بالغضب، فنتوقف عن الاستماع ونتفاعل بالطريقة المتناسبة مع صورة غضبنا المُعتاد.
عندما يُستَثار أحد الشريكين بهذه الطريقة، يُستثار الآخر أيضًا، فتراكم العواطف يكون متبادلًا. ردة الفعل العاطفية القوية تتسبب في ردة فعل معينة لدى الشريك الآخر حتى وإن لم تكن ظاهرة. وكلًا من ردات الفعل هذه يلعب دورًا في هذا الخِلاف. رد الفعل الطبيعي هو الصراخ أو الزعيق (استجابة الكرّ) أو الخروج من الغرفة، الانسحاب أو تناول المشروب (استجابة الفرّ)، أو رفض الاستمرار في الحديث وتكوين حالة من الجمود (التجميد).

إذن، كيف يُمكنك تغيير ردات الفعل غير النافعة هذه؟
الهدف هو أن تتعلم كيفية ضبط مشاعرك، مع ملاحظة أن ضبط المشاعر ليس مثل التحكم بها. التحكم بالمشاعر يعني كبتها وهو غير صحّي جسديًا ونفسيًا أما الضبط فيكون عبر إدراك المشاعر، مما يعطيك القوة للتقليل من حدّتها.
تكمن الصعوبة في إدراك المشاعر في ذات اللحظة وتحمل مسؤولية ردات أفعالنا. لحُسن الحظ، فإن الطُرق الفعّالة لضبط العواطف موجودة. فلنُلقي نظرة على بعضها:
- مارِس التهديء الذاتي
بمجرد أن تُدرِك أنك مغمور بمشاعرٍ ما (أو أنك تتجه لهذا الإتجاه)، توقّف واستجمع نفسك. بالتركيز على تبطيء التنفس ومعدل دقات القلب واستشعار الدفء والتخلص من أي توتر عضلي يمكنك أن تُغيّر الطريقة التي تُعايِش بها المشاعر القويّة وتعبر عنها، مما يسمح لك بالتعامل مع المسألة بطريقة أكثر رحمة وإنتاجية. لقد لمستُ تأثيرات عميقة من هذه الخطوة لوحدها.
- انتبه للعلامات:
أول خطوة للتبطيء الكافي لمعالجة المعلومات بشكل أفضل هي أن تكون مدركًا للإشارات الخفيّة في بعض الأوقات، مثل: بداية التوتر الذي يشير بدورِه إلى الإفراط في الاستثارة وتصاعد المشاعر. اكتساب فهم أكثر وضوحًا لكيفية عمل المشاعر القوية قد يساعدك في تحديد تجربتك أثناء حدوثها.
-أعِد النظر بعدسة مختلفة:
عبر التفكير في الموقف وتغيير تأويلنا له، بإمكاننا الاستجابة بمرونة أكثر وذلك بتكثيف تركيزنا على ردود أفعالنا بدلًا من إلقاء اللوم على الآخر، أو الاكتفاء بردة فعلنا المُعتادة، سنكتسب فهم أعمق لما يُثيرنا مما يجعلنا نعبر عن مشاعرنا بقوّة.
طرق أُخرى مُساعِدة:
- اكتساب رؤية أعمق للذكريات والسينوريوهات المحفوظة في ذاكرتنا
- تغيير علاقتك بالعواطف والأفكار
- تطوير القدرة على تحمّل المشاعر المزعجة
- إرجاع العقل والجسد إلى الحالة المُستقرة من خلال التنفس العميق وتعلم كيفية خفض معدل ضربات القلب
- زيادة الفهم للعلاقة بين العقل والجسد
- الانتقال من ردة الفعل التلقائية إلى الاستجابة المقصودة
لا يجب أن تعيقك المشاعر ولا أن تعرقل مسار علاقاتك، حتى القوية منها. مع الممارسة، بإمكانك معايشتها بشكلٍ مختلف.

* Fight-flight-freeze response

رابط المقال الأصلي

الثلاثاء، 29 يناير 2019

مقالاتي المترجمة مع نون العلمية

مرحبا يا أصدقاء،
هذه قائمة بالمقالات التي ترجمتها مع مجموعة نون العلمية، سيتم تحديثها بإستمرار:

١. الإنترنت ودماغك متشابهين أكثر مما تظن
٢. أسوأ أربعة أطعمة تؤكل قبل النوم
٣. المساعدة لداء البواسير
٤. كيف يُمكن لحليب الأم أن يقي من نهاية عهد المضادات الحيوية؟
٥. دراسة جديدة تجد رابط غير متوقع بين الربو وحصوات الكلى لدى الأطفال
٦. التدخين السلبي من الدرجة الثالثة يتلف أعضاء الفار
٧. العوامل المؤدية لارتفاع ضغط الدم تختلف حسب الجنس
٨. قد يكون القلق علامة مبكرة لمرض الزهايمر
٩. استخدام مثبّطات مضخة البروتون طويلة المدى يضاعف خطر الإصابة بسرطان المعدة
١٠. لماذا نزف ركاب طيران "رايان أير" من آذانهم؟
١١. هل تُعَد دوالي الساقين علامة لمشكلة أعمق؟
١٢. العلاج بالفن: طريقة أخرى للمساعدة على السيطرة على الألم
١٣. دور فطر اليرقة في علاج التهاب العظام
١٤. المهددات العشر الأولى للصحة العالمية
١٥. هل تُحيّرك الكدمات؟ متى يجب أن تذهب للطبيب لفحصها؟
١٦. دعوى جديدة: المسائل الجنسانية في الرعاية الصحية - الجزء الأول
١٧. دعوى جديدة: المسائل الجنسانية في الرعاية الصحية - الجزء الثاني
١٨. كيف تسببت طقطقة الرقبة في الشلل الجزئي لسيدة؟
١٩. عيادة كليفلاند تجري أول عملية لجنين داخل الرحم
٢٠. تقليل مقاومة المضادات الحيوية باستخدام الشاي الأخضر
٢١. تأثير سلوك الأمهات على هرمون الترابط عند الأطفال
٢٢. اكتشاف سُلالة جديدة من فيروس نقص المناعة البشري
٢٣. ١٣ علامة للذكاء العاطفي العالي، هل تساءلت يومًا كيف يبدو الذكاء العاطي في مواقف الحياة اليومية؟

مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة ومفيدة :)

مقدّمة

السلام عليكم ~
بدأت رحلتي مع الترجمة قبل قُرابة السنتين وبالتحديد في شهر مارس عام ٢٠١٧ حين انضممت لمجموعة نون العلمية كمُترجمة للمقالات العلمية في قسم العلوم الحيوية والطبية بالتحديد، انضممت لأنني وجدت شُحًا في المحتوى العلمي العربي على شبكة الإنترنت ولأن الترجمة ستكون فرصة لي لممارسة الكتابة بشكل مستمر، بعد شهور من الترجمة لمستُ زيادة في محصلة المفردات الإنجليزية لديّ وأعجبني هذا الشيء، أيضًا صارت ترجمة الكلام العلمي أسهل علي عند الحديث مع غير المختصين ممن هم حولي، فكما تعرفون معظم التخصصات تُدرَس باللغة الإنجليزية وعدد كبير من المختصين لا يحسنون التحدث عن تخصصاتهم باللغة العربية لجهلهم بالمصطلحات المقابلة للمصطلحات الإنجليزية بالعربية ولا ننكر أن اعتيادهم على الحديث والنقاش والتعلم باللغة الأخرى أثّر على ذلك.. ولا عيب في ذلك وإنما هذا هو الواقع.
بعد دخولي عالم الترجمة ازداد تقديري للمترجمين وللترجمة ووجدتها جِسرًا بين الناس وبين الثقافات المختلفة، وأراني أحببتها وأحببت أن أُدعى بالمُترجِمة :) صرتُ كلما قرأت مقالًا وأردت مشاركته مع الآخرين ترجمته أو اقترحت على نون ترجمته، واليوم قررت أن أفتتح مدونة لترجمة ما لن يُنشر في نون لعدم مناسبته تخصصي في المجموعة، أو لأسباب أخرى، وسأشارك أيضًا ما ترجمته وسأترجمه مع نون.

 للتواصل والاقتراحات والملاحظات:
حسابي على تويتر
حسابي على موقع الكيريوس كات

أتمنى لكم متابعة ممتعة :)

٩ أنواع من التوتر العضلي ناتِجة عن المشاعر المكبوتة ـ الجزء الثالث

كيف تتخلّص من المشاعر المكبوتة؟ * عليك أن تعيش مشاعرك وتعبّر عنها، فهذه أسهل طريقة للتخلص من التوتر العضلي. ولأنه ليس بالإمكان دائمًا التعب...